ما هو العقم؟

 

إن وقت اتخاذ قرار الإنجاب هو من الأوقات المثيرة، لكن يصاحبه أيضاً الكثير من القلق إن لم يحدث الحمل سريعاً. ويقضي العديد من النساء محاولين تجنب الإنجاب، لقناعتهن بأن حدوث الحمل أمر في غاية السهولة. ولهذا السبب، حين يأتي وقت محاولة إنجاب طفل، قد تظنين أن سوف تحملين بسرعة، بمجرد توقفك عن استخدام وسائل منع الحمل. لكن هذا ليس الحاء دائماً، بالنسبة للعديد من الناس الذين يسعون إلى الإنجاب؛ حيث قد يستغرق حدوث الحمل فترة من الوقت. لذا، إن لم تصبحي حاملاً على الفور، فليس هناك داعٍ للقلق بطبيعة الحال. أما في حالة عدم حدوث حمل خلال عام من المحاولات دون استخدام واقٍ أو وسائل منع الحمل، قد يكون ذلك مؤشراً على وجود مشكلة تتعلق بالخصوبة.

لذلك، إذا كنتِ تجدين صعوبة في الحمل، ولا تستطيعين الانتظار، استشيري طبيبك. نحن نعلم أن العقم هو موضوع حساس، يصعب أحياناً مناقشته، لكن نحن نشرح هنا ماهيته، وأسبابه المحتملة، وما يمكنك فعله، إذا كان لديك ما يدعوك للقل حول خصوبتك.

ماذا يعني عدم خصوبتك؟

من الصعب للغاية تقدير الوقت المطلوب لحدوث حمل في حالة أي زوجين، لأن كل شخص يختلف عن غيره. ففي بعض الحالات، يحدث الحمل بسرعة، وفي حالات أخرى لا يسير الأمر على نفس النحو. ويحدث الحمل بشكل طبيعي لدى 48% من الأزواج خلال عام، بالعلاقة الحميمية المنتظمة دون واقٍ (كل يومين أو ثلاثة أيام). ويكون العقم عند محاولة الشريكين الإنجاب عن طريق ممارسة العلاقة الحميمية المنتظمة دون واقٍ لمدة عام، دون أن ينتج عنها حمل. والأمر شائع أكثر مما يعتقد معظم الناس، حيث يواجه زوجين من كل 7 أزواج صعوبة في الإنجاب. ورغم أن وقع كلمة "عقم" كفيل ببث الخوف لدى أي زوجين، إلا أنها لا تعني بالضرورة أن الزوجين لن يتمكنا من الإنجاب بشكل طبيعي.

ومن المفيد التحدث إلى طبيبك إن لم يحدث حمل خلا عام من المحاولات. وينصح جميع النساء البالغات من العمر 36 عاماً فأكبر، وأي شخص يعي بالفعل احتمال مواجهته مشاكل تتعلق بالخصوبة، مراجعة الطبيب بشكل عاجل.

ما الذي قد يسبب العقم؟

هناك العديد من العوامل المتعلقة بأسلوب الحياة، التي من شأنها التأثير في خصوبة كل من الرجال والنساء، ومن ضمن هذه العوامل:

تقدم العمر

يقل معدل الخصوبة لدى النساء، ويكون أقل تأثيراً لدى الرجال، مع تقدم العمر. ويبدأ أكبر معدل انخفاض الخصوبة لدى النساء خلال منتصف العقد الثالث من العمر.

زيادة الوزن

قد يؤدي الوزن الزائد، أو السمنة المفرطة إلى انخفاض معدل الخصوبة.

التدخين

يمكن أن يؤثر لتدخين على خصوبة المرأة، في حين يؤثر على جودة الحيوانات المنوية لدى الرجل.

الكحول

يمكن أن يؤثر تناول المشروبات الكحولية على معدل الخصوبة لدى الرجال والنساء. حيث يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الخصوبة معدل الخصوبة لدى النساء، وجودة الحيوانات المنوية لدى الرجال. إذا كنتِ حاملاً، أو تحاولين الإنجاب، فالسبيل الأكثر أماناً هو عدم تناول الكحول على الإطلاق، للحد من الخطر على جنينك إلى أدنى حد.

عقاقير محددة

قد تؤثر بعض الآثار الجانبية لبعض العقاقير على الخصوبة.

العقم لدى النساء

قد تشمل مشاكل الخصوبة الشائعة لدى النساء:

التبويض

قد يؤدي غياب انتظام التبويض (إنتاج البويضة) كل شهر إلى مشاكل الخصوبة. وقد تؤثر متلازمة تكيس المبايض، وأمراض الغدة الدرقية، وفشل المبايض المبكر (حيث يتوقف التبويض لدى المرأة قبل سن 40) على التبويض وتسبب العقم. ويمكن لأي من هذه الحالات أن تمنع إطلاق البويضات من الأساس، أو تمنع إطلاق البويضات خلال بعض الدورات الشهرية دون غيرها.

تضرر أو انسداد قناة فالوب

تربط قناتي فالوب المبيضين والرحم، حيث يلتقي الحيوان المنوي والبويضة. إذا كانت هاتين القناتين تعانيان ضرراً أو انسداداً، يمكن أن يسبب ذلك العقم. وتكون احتمالات انسداد قناة فالوب أعلى، إذا كنتِ قد أجريت جراحة مؤخراً أو قبلاً في الحوض أو بطانة الرحم.

بطانة الرحم المهاجرة

إن بطانة الرحم المهاجرة هي الحالة التي ينمو فيها نسيج يشبه نسيج بطانة الرحم في أماكن أخرى خارج الرحم مثل؛ المبايض، قناتي فالوب، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى العقم. ويمكن أن تؤثر بطانة الرحم المهاجرة على خصوبة المرأة في أي عمر.

الأورام الليفية

إن الأورام الليفية هي أورام غير سرطانية، تنمو حول الرحم. ويمكن أن تمنع هذه الأورام بويضة ملقحة من الالتصاق بجدار الرحم، ويمكن أيضاً أن تسد قناة فالوب. ولا يدرك العديد من النساء أنهن يعانين من الأورام الليفية، لأنها عادة لا تسبب أعراض.

السليلة

هي ورم أنسجة لين يمكن أن ينمو في بطانة الرحم وعنق الرحم. وعادة ما تكون هذه الأورام صغيرة الحجم، إلا أنه يمكن أن يزداد حجمها. ويمكن أن يرتبط تورم هذه الأنسجة اللين بانخفاض معدل الخصوبة لدى النساء.

العقم لدى الرجال

يطال العقم الرجال كما النساء. وتشمل أسباب العقم المحتملة لدى الرجال:

جودة السائل المنوي

إن السائل المنوي هو السائل الذي يحتوي على الحيوانات المنوية، الذي يتم قذفه أثناء العلاقة. وافتقار هذا السائل للجودة يعد السبب الأكثر شيوعاً للعقم لدى الرجال. وهناك بعض الأسباب المحتملة وراء عدم جودة السائل المنوي وتشمل:

  • نقص الحيوانات المنوية، وهو انخفاض عدد الحيوانات المنوية بشكل كبير، أو عدم وجود حيوانات منوية في السائل المنوي إطلاقاً.
  • الحيوانات المنوية التي لا تتحرك بشكل سليم – وهو ما يجعل الحيوانات المنوية تواجه صعوبة في السباحة لتصل إلى البويضة.
  • تشوه الحيوانات المنوية – إذا كان شكل الحيوانات المنوية غير طبيعي، يمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبة في الحركة وتخصيب البويضة.

الخصيتين

إن وظيفة الخصيتين هي إنتاج وإطلاق السائل المنوي. فإذا كان هناك تلف في الخصيتين، يكون لذلك أثره على الخصوبة. كما يمكن أن تتأثر جودة السائل المنوي وإنتاجه بإصابة الخصيتين، أو نتيجة عملية جراحية فيهما، أو الخصية المعلقة (حيث تكون خصية واحدة أو كلتا الخصيتين غير نازلة في كيس الصفن).

التعقيم

إذا لم يرغب الرجل في إنجاب أي طفل أو المزيد من الأطفال، فيمكنه اختيار استئصال الأسهر. يتضمن ذلك قطع وإغلاق الأنابيب التي تحمل الحيوانات المنوية خارج الخصيتين مما يعني أن السائل المنوي الناتج لن يحتوي على الحيوانات المنوية. على الرغم من إمكانية عكس عملية استئصال الأسهر، إلا أن عملية العكس لا تنجح دائماً، ويمكن أن تؤثر على الخصوبة.

ماذا على أن أفعل إذا كانت لدي مخاوف فيما يتعلق بخصوبتي؟

إن لم يكن قد حدث حمل خلال عام من المحاولات، تحدثوا إلى أطبائكم. وإذا كنتِ امرأة تبلغ من العمر 36 عاماً، وتحاولين الإنجاب، أو كان لديك أسباب أخرى تدفعك للقلق حيال خصوبتك، استشيري الطبيب في أقرب وقت. فإذا كنتِ قد خضعتِ لعلاج السرطان، لا تتردي في طلب المساعدة. أما بالنسبة للأزواج الذين يحاولون الإنجاب منذ ثلاث سنوات، دون نتيجة، فهناك احتمال بنسبة 25% أو أقل إن يحدث لديهم الحمل بصورة طبيعية في العام القادم. سيكون طبيبك قادراً على إجراء تقييم أولي لمحاولة تحديد سبب مواجهتك صعوبة في الحمل. قد يوصي بإجراء تغييرات على نمط حياتك لزيادة فرصك في الحمل.

ربما يسأل الطبيب عن عدد مرات ممارسة العلاقة الحميمية، وما إذا كانت هناك أي صعوبات أثناء العلاقة. وقد تشعر بعدم الراحة أو الإحراج عند مناقشة حياتك الجنسية مع طبيبك، ولكن من الأفضل أن تكون منفتحاً وصادقاً. كما قد يسألك أيضأً أسئلة حول تاريخك الطبي وأعراضك وما إذا كنت تتناول أي دواء. قد تشمل الاختبارات فحص الدم لفحص بعض الهرمونات، واختبار المتدثرات، والتحقق من جودة الحيوانات المنوية، أو إحالتك إلى أخصائي لمزيد من الاختبارات. وإذا لزم الأمر، فإن علاج الخصوبة الذي سيقدم لك، يعتمد على سبب المشكلة ولكن طبيبك أو الأخصائي سيناقش معك خياراتك ويقدم لك النصيحة بشأن الخطوات التالية.